]ورد الشهداء
هناك في أحد أحياء فلسطين, صبي في الثانية عشر يحيى في عائلة فقيرة يتيمة الأب,مع أخوين معاقين يتكلم بشؤونهما من أكل
وشرب وملبس مساعدة لوالدته.هذا نشاط فارس قبل دوام المدرسة.
فارس أحسن التلاميذ وأحبهم إلى المعلمين رغم ظروفه المعيشية القاسية؛ أما بعد انتهاء الدوام يتجه فارس إلى ميدان القتال
حتى يقاتل أو بالأصح يرمي العدو الصهيوني بفتات دماره؛ حصاه لا تقهر أمام دباباتهم , إذ كان يطيح كل مرة بالعدو الغاشم
هزيمة ساحقة كإصابته لأحد جنودهم.
صباح يوم الاثنين ,ذاك الصباح المشرق الذي لم تشهد ولن تشهد مثله فلسطين قط ,استيقظ فارس وكعادته مارس نشاطه
الصباحي ثم ذهب إلىالمدرسة . لم يلبث دوام المدرسة بالانتهاء حتى غدا فارس فارا من على جدار المدرسة , رآه زميله في
الصف *أحمد*ثم قال متسائلا :إلى أين يا فارس؟!؛رد فارس و الابتسامة تعلو محياه : لأستشهد. رد احمد: لكن المدير لن
يرضى بهذا! أجابه فارس : اذهب واعلمه .فر فارس بعد حمله لذخائره من حجارة ولم يرض لنفسه سوى الدبابة ندا ,ولكن
ومعتصماه قد نصب العدو كمينا لفارس إذ خصصوا له قناصا ليقتله ,تركوه يتقدم حتى صار في مرمى القناص .رمي فارس
برصاص العدو كما واصلوا قذفه بدبابتهم .وحال وصول المدير والمعلمين وجدوه جريحا يسبح في دمائه.اهتزت أحياء وشوارع
فلسطين لواقعة فارس ذاك الفتى الثائر,ذاك الشهيد البطل الذي فضل الموت في سبيل وطنه على العيش تحت سلطة
المدمر...شيدت جنازة فارس تحت تكبيرات وتهليلات "لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله ".
صارت ووفاة فارس أمنية كل طفل فلسطيني ,كل شاب ,كل امرأة أو بالأحرى أمنية كل الشعب الفلسطيني ومصيره .أما تلك الأم
المسكينة فلم تذرف دمعة واحدة على مصابها الجلل فخرا به واحتراما لرغبته في الاستشهاد كما اكتفت بقول آية قرآنية
كريمة.قال جل شأنه"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم ير]زقون"
[